عواصم ـ وكالات: قال مراد مدلسي وزير الخارجية الجزائري امس الأربعاء إن
بلاده ستنظر في مسألة تسليم أبناء العقيد معمر القذافي المتواجدين على أرضها 'في حينها'، في وقت بقي الترقب سيد الموقف في المحادثات الجارية حول تسليم بني وليد، احد آخر معاقل القذافي. ونقل الموقع الإلكتروني 'كل شيء عن الجزائر' عن مدلسي قوله إن 'مسألة النظر في تسليم أبناء عائلة العقيد معمر القذافي سيتم الحديث عنها في حينها'.
وأضاف 'المسألة مرتبطة بالاتفاقية التي تربط البلدين بخصوص تسليم المطلوبين وعلى وفق هذه الاتفاقيات سيتم النظر في الموضوع'. ولا ترتبط الجزائر مع ليبيا بأي اتفاق لتسليم المطلوبين.
وكان عدد من مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي الليبي أطلقوا تصريحات طالبوا فيها الجزائر بتسليم أبناء القذافي الذين دخلوا أراضيها يوم 29 آب /أغسطس الماضي وهم ابنته عائشة ونجلاه محمد وهانيبال وزوجته صفية.
من جهة أخرى، وصل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا محمود جبريل إلى العاصمة الليبية طرابلس الغرب امس، بحسب ما أكده المسؤول الإعلامي في المجلس خالد نجم والقيادي العسكري لوكالة 'فرانس برس'.
وقال نجم 'وصل جبريل امس الى طرابلس وبدأ يعقد اجتماعات، في حين أكد مصدر عسكري لدى الثوار 'وصول رئيس المجلس التنفيذي في المجلس الانتقالي الى العاصمة الليبية'. جاء ذلك فيما اكد مشعان الجبوري مالك قناة 'الرأي' التي تبث من دمشق ان العقيد الليبي معمر القذافي 'لا يزال في ليبيا'. وقال الجبوري لوكالة 'فرانس برس'، 'استطيع ان اقول انني تحدثت مع القذافي مؤخرا، وهو لا يزال في ليبيا ومعنوياته عالية جدا ويشعر بالقوة وليس خائفا'. واضاف النائب العراقي السابق وصاحب المؤسسة الاعلامية الوحيدة التي لا تزال على تواصل مع القذافي عبر الهاتف من سورية 'سيكون (القذافي) سعيدا اذا ما مات اثناء قتاله ضد المحتلين'.
وتابع ان 'نجله سيف الاسلام، بنفس الروح المعنوية'.
وحول طريقة التواصل مع القذافي قال الجبوري (54 عاما) الذي اسس القناة عام 2006 'عندما احتاج للتحدث معه ابعث له رسالة، او يتصل بي عندما يريد هو ايصال رسالة'.
وذكر الموقع الإنجليزي لقناة 'ليبيا- الأحرار ' أن أنيس الشريف المتحدث باسم المجلس العسكري في العاصمة طرابلس رفض تحديد مكان القذافي ، إلا أنه أكد أنه لم يغادر ليبيا.
الى ذلك قال رئيس المجالس المحلية بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي عبد المجيد سيف النصر إن 'وجود عناصر من المرتزقة من زبانية القذافي بمدينة بني وليد هو ما يعيق دخول الثوار للمدينة حتى اللحظة الراهنة وذلك رغم موافقة أهالي المدينة على تسليمها للثوار دون قتال'.
وأضاف أن 'هؤلاء المرتزقة سيتم طردهم نهاية الأمر وستنضم مدينة بني وليد بالكامل لثورة السابع عشر من فبراير لأن أهلها مع الأخيرة قلبا وقالبا، ونحن كثوار حريصون على حرمة وصون الدماء الليبية وعلى سلمية ثورتنا لذا لم نلجأ لاقتحام المدينة '.
وأشار سيف النصر إلى احتمالية تحرك ثوار من داخل بني وليد ذاتها، موضحا أن 'الثوار على أبواب المدينة ويريدون دخولها بشكل سلمي حرصا على دماء أهالي المدينة وربما يتحرك ثوار بني وليد من الداخل ويتم طرد زبانية القذافي من المدينة '.
وكان وفد الوجهاء قد أجرى ظهر الثلاثاء مفاوضات مع وفد من الثوار في مسجد يقع على بعد أربعين كيلومترا من المدينة، بشأن تسهيل دخول الثوار إليها بدون قتال.
وقال رئيس وفد الثوار المفاوض، عبد الله كنشيل، إنهم لم يأتوا إلى بني وليد لإذلال أحد، ولا يشعرون بغـلّ تجاه أي من أبناء المدينة.
وقد اقترح وفد الثوار مجموعة إجراءات سيتخذونها لاصلاح بنية الماء والكهرباء والصحة والاتصالات في بني وليد.
وتضاربت المعلومات حول مدى نجاح المفاوضات، اذ ان بعض المقربين من المجلس الوطني الانتقالي الليبي شددوا على ان المحادثات تقترب من مرحلة الاختراق، فيما اصر آخرون على ان وقت التفاوض انتهى.
وعلى بعد حوالى 40 كلم من الجبهة في بني وليد، قال المسؤول العسكري عبد الله ابو اسرة ان قواته مستعدة لاي طارئ. وقال لفرنس برس 'نحن جاهزون للهجوم، ننتظر اوامر المجلس الانتقالي'.
وعلى جبهة سرت، تقدم الثوار ثمانية كيلومترات اضافية الثلاثاء بعد ان وقعت اشتباكات عنيفة مع قوات موالية للقذافي ترافقت مع ضربات لحلف شمال الاطلسي، بحسب ما اكد مسؤولون عسكريون لدى الثوار.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]